والثاني: وقيل أنها نزلت في: "ناس من اليهود كتبوا كتابا من عندهم، يبيعونه من العرب، ويحدثونهم أنه من عند الله، ليأخذوا به ثمنا قليلا". قاله السدي (?)، وابن عباس (?)، ومجاهد (?)، وقتادة (?).
قوله تعالى: {فَوَيلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ} [البقرة: 79]، " أي هلاك وعذاب لأولئك الذين حرّفوا التوراة، وكتبوا تلك الآيات المحرفة بأيديهم" (?).
قال الثعلبي: أي: " من تغيير نعت محمّد" (?).
قال المراغي: " أي هلاك عظيم لأولئك العلماء الذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون لعوامّهم: هذا المحرّف من عند الله في التوراة" (?).
قال ابن عطية: هذا" بيان لجرمهم وإثبات لمجاهرتهم الله، وفرق بين من كتب وبين من أمر، إذ المتولي للفعل أشد مواقعة ممن لم يتوله، وإن كان رأيا له" (?).
واختلف أهل التفسير في تحريف اليهود للكتاب على قولين:
أحدهما: أنه: "كان ناس من اليهود كتبوا كتابا من عندهم، يبيعونه من العرب، ويحدثونهم أنه من عند الله، ليأخذوا به ثمنا قليلا". قاله السدي (?)، وابن عباس (?)، ومجاهد (?)، وقتادة (?).
والثاني: أنه في اليهود، "عمدوا إلى ما أنزل الله في كتابهم من نعت محمد صلى الله عليه وسلم فحرفوه عن مواضعه، يبتغون بذلك عرضا من عرض الدنيا". قاله أبو العالية (?)، وعثمان بن عفان (?).
اختلف أهل التفسير في قوله {فَوَيلٌ} [البقرة: 79]، على أقاويل:
أحدها: أنه العذاب، قاله ابن عباس (?)، والزجاج (?).
والثاني: أنه ما يسيل من صديد في أصل جهنم. قاله أبو العياض (?)، وشقيق (?).
والثالث: أنه التقبيح، وهو قول الأصمعي (?)، ومنه قوله تعالى: {وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} [الأنبياء: 18]، ومنه قول الشاعر (?):
كسا اللؤم سهما خضرة في جلودها ... فويل لسهم من سرابيلها الخُضْرِ