قال قتادة: " ولا تسقي الحرث" (?).

قال ابن كثير: أي"ولا معدة للسقي في السانية، بل هي مكرمة حسنة صبيحة" (?).

قوله تعالى: {مُسَلَّمَةٌ} [البقرة: 71]، "أي: صحيحة لا عيب فيها" (?).

قال أبو السعود: " أي سلَّمها الله تعالى من العيوب" (?).

واختلف أهل التفسير في المعنى الذي سلمت منه، فوصفها الله بالسلامة منه، وذكرو فيه وجهين (?):

احدهما: مسلمة من الشية، أي: لا بياض فيها ولا سواد. قاله مجاهد (?).

والثاني: مسلمة من العيوب. قاله ابن عباس (?)، وقتادة (?)، وأبو العالية (?)، والربيع (?).

والقول الثاني هو الصحيح، "لأن سلامتها لو كانت من سائر أنواع الألوان سوى لون جلدها، لكان في قوله: {مسلمة} مُكْتَفًى عن قوله: {لا شية فيها}، وفي قوله: {لا شية فيها}، ما يوضح عن أن معنى قوله: {مُسَلَّمة}، غير معنى قوله: {لا شية فيها} " (?).

قوله تعالى: {لا شِيَةَ فِيهَا} [البقرة: 71]، أي: " لا لون فيها يخالف لون جلدها" (?).

قال ابن كثير: "أي: ليس فيها لون غير لونها" (?).

قال أبو السعود: " أي لا لونَ فيها يخالف لونَ جلدِها حتى قَرْنُها وظِلْفُها" (?).

قال الزجاج: " أي ليس فيها لون يفارق لونها، والوَشى في اللغة خلطُ لون بلون" (?).

وأصله من: وشي الثوب، وهو تحسين عيوبه التي تكون فيه، بضروب مختلفة من ألوان سداه ولحمته، ومنه قيل للساعي بالرجل إلى السلطان أو غيره: (واش)، لكذبه عليه عنده، وتحسينه كذبه بالأباطيل، يقال منه: وشيت به إلى السلطان وشاية، ومنه قول كعب بن زهير (?):

تسعى الوشاة جَنَابَيْها وقولهُمُ ... إنك يا ابن أبي سُلمى لمقتول

و(الوشاة) جمع (واش)، يعني أنهم يتقولون بالأباطيل، ويخبرونه أنه إن لحق بالنبي صلى الله عليه وسلم قتله.

وقد زعم بعض أهل العربية أن (الوشي)، العلامة، وذلك لا معنى له، إلا أن يكون أراد بذلك تحسين الثوب بالأعلام، لأنه معلوم أن القائل: وشيت بفلان إلى فلان غير جائز أن يتوهم عليه أنه أراد: جعلت له عنده علامة، وإنما قيل: (لا شية فيها) وهي من " وشيت "، لأن (الواو) لما أسقطت من أولها أبدلت مكانها (الهاء) في آخرها، كما قيل: وزنته زنة ووسن سِنة ووعدته عِدة ووديته دِية (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015