وانصرفوا ورجعوا بغضب من الله؛ لإعراضهم عن دين الله، ولأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين ظلمًا وعدوانًا؛ وذلك بسبب عصيانهم وتجاوزهم حدود ربهم.

قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى} [البقرة: 61]، أي اذكروا يا بني إِسرائيل حين قلتم لنبيكم موسى وأنتم في الصحراء تأكلون من المن والسلوى" (?).

قال المراغي: " أي وإذ قال أسلافكم من قبل إعناتا لموسى وبطرا بما هم فيه" (?).

قوله تعالى: {لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ} [البقرة: 61]، "أي على نواع واحدٍ من الطعام وهو المنُّ والسلوى" (?).

قال الثعلبي: " يريدون به ما رزقوا في التيه من المن والسلوى" (?).

قال قتادة: ملّوا طعامهم، وذكروا عيشهم الذي كانوا فيه قبل ذلك" (?).

وقال أبو العالية: "كان طعامهم السلوى وشرابهم المن، فسألوا ما ذكروا" (?).

قال المراغي: أي: " لن نصبر على أن يكون طعامنا الذي لا يتغير أبدا هو المنّ والسلوى" (?).

قال الراغب: " والطعام ما يغتذي به مأكولا كان أو مشروباً، وفي المشروب قالك {وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي ... فإن قيل: كيف قال: {لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ}، وكان لهم المن والسلوى؟ قيل: إن ذلك إشارة إلى مساواته في الأزمنة المختلفة، كقولك فلان يفعل فعلاً واحداً في كل يوم وإن كثرت أفعاله إذا تحرى طريقة واحدة وداوم عليها} [البقرة: 259] " (?).

وقال الزمخشري: "أرادوا بالواحد (?) ما لا يختلف ولا يتبدّل، ولو كان على مائدة الرجل ألوان عدّة يداوم عليها كل يوم لا يبدّلها، قيل: لا يأكل فلان إلا طعاما واحدا يراد بالوحدة نفى التبدّل والاختلاف. ويجوز أن يريدوا أنهما ضرب واحد، لأنهما معاً من طعام أهل التلذذ والتترف، ونحن قوم فلاحة أهل زراعات، فما نريد إلا ما ألفناه وضرينا به من الأشياء المتفاوتة كالحبوب والبقول ونحو ذلك" (?).

وقال ابن عطية: " وكنى عن (المن والسلوى) بـ {طَعامٍ واحِدٍ}، وهما طعامان، لأنهما كانا يؤكلان في وقت واحد، ولتكرارهما سواء أبدا قيل لهما {طَعامٍ واحِدٍ}، ولغة بني عامر «فادع» بكسر العين" (?).

قوله تعالى: {فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا} [البقرة: 61]، "أي سل ربك لأجلنا بدعائك إياه أن يخرج لنا" (?).

قال الزمخشري: أي: سل ربك"يظهر لنا ويوجد" (?).

قال المراغي: " أي سل ربك لأجلنا بدعائك إياه أن يخرج لنا" (?).

قال الراغب: " و (الدعاء) أعم من (النداء)، فإن النداء يقال فيمن يكون بعيداً أو في حكم البعيد والدعاء فيه وفي القريب" (?).

قوله تعالى: {مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ} [البقرة: 61]، " أي مما تخرجه" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015