والثاني: أنه صمغة حلوة. قاله مجاهد (?).
والثالث: أنه العسل. قاله ابن زيد (?)، وعامر (?)، ومنه قول أمية بن الصلت في وصف تيه بني اسرائيل وما رزقوا فيه (?):
فرأى الله أنهم بمَضِيعٍ ... لا بذي مَزْرعٍ ولا معمورا
فَنَساها عليهم غاديات ... ومرى مزنهم خلايا وخورا
عسلا ناطِفا وماء فراتا ... وحليبا ذا بهجة مثمورا
المثمور: الصافي من اللبن، فجعل المن الذي كان ينزل عليهم عسلا ناطفا، والناطف: هو القاطر (?).
الرابع: أنه الذي يسقط على الثمام والعُشَر، وهو حلو كالعسل، وإياه عنى الأعشى - ميمون بن قيس - بقوله (?):
لو أُطعِموا المن والسلوى مكانَهمُ ... ما أبصر الناس طُعما فيهمُ نجعا
الخامس: أنه خبز الرقاق. قاله وهب (?).
السادس: أنه الزنجبيل. قاله السدي (?).
السابع: أنه الكمأة. ومنه حديث الرسول-صلى الله عليه وسلم-: " الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين " (?).
قال ابن عطية: " فقيل: أراد عليه السلام أن الكمأة نفسها مما أنزل نوعها على بني إسرائيل" (?).