وما جاء أنها نزلت ليلة جمع مراد بها عشية عرفة لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - دفع بعد المغيب، كما جاء في الحديث: " فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفًا حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَذَهَبَتِ الصُّفْرَةُ قَلِيلاً حَتَّى غَابَ الْقُرْصُ وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ خَلْفَهُ وَدَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ شَنَقَ لِلْقَصْوَاءِ الزِّمَامَ حَتَّى إِنَّ رَأْسَهَا لَيُصِيبُ مَوْرِكَ رَحْلِهِ وَيَقُولُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى: أَيُّهَا النَّاسُ السَّكِينَةَ السَّكِينَةَ " (?). والله أعلم.

ثالثاً: {والله يعصمك من الناس} من سورة المائدة:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُحْرَسُ حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ (67)} [المائدة: 67]، فَأَخْرَجَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - رَأْسَهُ مِنَ الْقُبَّةِ فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ انْصَرِفُوا فَقَدْ عَصَمَنِي اللَّهُ " (?).

فهذه الرواية وإن لم تنص على وقت النزول ولكن يفهم من دلالات النص أنها نزلت ليلاً؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يحرس ليلاً، قال السيوطي: "فأخرج رأسه من القبة فقال: يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله. في هذا الحديث دليل على أنها ـ أي الآية ـ ليلية نزلت ليلا فراشية - والرسول في فراشه " (?).

رابعاً: سورة الأنعام:

عن ابن عباس -رضي الله عنهما -قال: " نزلتْ سورةُ الأنعامِ بمكةَ ليلا جملةً، حولَها سبعونَ ألفَ مَلَكٍ يجأَرون بالتسبيحِ " (?)،

فإن صحت هذه الرواية تكون نزلت هذه السورة جملة ليلاً. والله أعلم.

خامساً: سورة مريم:

روى الطبراني عن أبي مريم الغساني قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: ولدت لي الليلة جارية فقال: " والليلة نزلت عليّ سورة مريم سمها مريم " (?) فالحديث ضعيف لم يصح في سنده، ولذا لم يثبت في وقت نزولها شيء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015