قال ابن كثير: " وهذه أسانيد صحيحة إلى مجاهد والحسن، وقد يتقوى ذلك بأن خبر المائدة لا تعرفه النصارى وليس هو في كتابهم، ولو كانت قد نزلت لكان ذلك مما يتوفر الدواعي على نقله، وكان يكون موجودًا في كتابهم متواترًا، ولا أقل من الآحاد، والله أعلم. ولكن الذي عليه الجمهور أنها نزلت، وهو الذي اختاره ابن جرير (?) " (?).
والثالث: أنهم سألوا فأجابهم، ولم يستعفوا، لأنه ما حكى الاستعفاء عنهم، ثم أنزلها عليهم، لأنه قد وعدهم، ولا يجوز أن يخلف وعده.
ومن قال بهذا اختلفوا في الذي كان عليها حين نزلت على أقوال:
أحدها: أنه كان عليها ثمار الجنة، قاله قتادة (?).
والثاني: أنه كان عيها خبز ولحم، قاله عمار بن ياسر (?).
وروي عمار بن ياسر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نزلت المائدة خبزًا ولحمًا، وأُمروا أن لا يخونوا ولا يدَّخروا ولا يرفعوا لغدٍ، فخانوا وادّخروا ورفعوا، فمسخوا قردة وخنازير" (?).
والثالث: أنه كان عليها سبعة أرغفة وسبعة أحْوات، يأكلون منها ما شاؤوا. قال: فسرق بعضهم منها وقال: " لعلها لا تنزل غدًا! "، فرفعت. قاله إسحاق بن عبد الله (?).
والرابع: كان عليها سمكة فيها طعم كل الطعام، قاله عطاء، وعطية (?).
والخامس: أنه كان خبزا وسمكا. قاله ابن عباس (?)، وأبو عبدالرحمن السلمي (?).