قال الطبري: أي: " إنا إنما قلنا ذلك، وسألناك أن تسأل لنا ربنا لنأكل من المائدة، فنعلم يقينًا قدرته على كل شيء" (?).

قال ابن كثير: " أي: نحن محتاجون إلى الأكل منها " (?).

قال السمعاني: " يعني: أكل تبرك لا أكل حاجة" (?).

قال البغوي: " أي: إنما سألنا لأنا نريد، {أن نأكل منها} أكل تبرك لا أكل حاجة فنستيقن" (?).

وذكر القرطبي: في قولهم: {نَأْكُلَ مِنْهَا} [المائدة: 113]، وجهين (?):

أحدهما- أنهم أرادوا الأكل منها للحاجة الداعية إليها، وذلك أن عيسى عليه السلام كان إذا خرج اتبعه خمسة آلاف أو أكثر، بعضهم كانوا أصحابه وبعضهم كانوا يطلبون منه أن يدعو لهم لمرض كان بهم أو علة، إذ كانوا زمنى أو عميانا، وبعضهم كانوا ينظرون ويستهزئون فخرج يوما إلى موضع فوقعوا في مفازة ولم يكن معهم نفقة فجاعوا وقالوا للحواريين: قولوا لعيسى حتى يدعو بأن تنزل علينا مائدة من السماء، فجاءه شمعون رأس الحواريين وأخبره أن الناس يطلبون بأن تدعو بأن تنزل عليهم مائدة من السماء، فقال عيسى لشمعون: قل لهم: {اتقوا الله إن كنتم مؤمنين} فأخبر بذلك شمعون القوم فقالوا له: قل له: {نريد أن نأكل منها} الآية.

الثاني: {نأكل منها}، لننال بركتها لا لحاجة دعتهم إليها.

قال الماوردي: "وهذا أشبه، لأنهم لو احتاجوا لم ينهوا عن السؤال " (?).

وفي قوله تعالى: {قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا} [المائدة: 113]، وجهان (?):

أحدهما: أنهم أرادوا الأكل منها للحاجة الداعية إليها.

والثاني: أنهم أرادوه تبركاً بها لا لحاجة دعتهم إليها، وهذا أشبه لأنهم لو احتاجوا لم ينهوا عن السؤال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015