قال مقاتل: " ففعل ذلك وهم ينظرون وكان صنيعه هذا آية من الله- عز وجل- بأنه نبي ورسول إلى بني إسرائيل، فأحيا سام بن نوح بن ملك من الموت بإذن الله، فقالوا له: إن هذا سحر فأرنا آية نعلم أنك صادق" (?).

روي عن عبدالصمد بن معفل، أنه سمع وهب بن منبه، قال: "لما صار عيسى ابن اثنتي عشرة سنة، أوحى الله إلى أمه وهي بأرض مصر، وكانت هربت من قومها حين ولدته إلى أرض مصر: أنِ اطْلُعي به إلى الشام. ففعلت الذي أمرت به. فلم تزل بالشام حتى كان ابن ثلاثين سنة، وكانت نبوّته ثلاث سنين، ثم رفعه الله إليه قال: وزعم وهب أنه ربما اجتمع على عيسى من المرضى في الجماعة الواحدة خمسون ألفًا، من أطاق منهم أن يبلغه بلغه، ومن لم يطق منهم ذلك أتاه عيسى يمشي إليه، وإنما كان يداويهم بالدعاء إلى الله" (?).

قال الزمخشري: " وما كانت مداواته إلا بالدعاء وحده. وكرر «بإذن الله» دفعا لوهم من توهم فيه اللاهوتية" (?).

قال الكلبي: "كان عيسى -عليه السلام- يحيي الأموات بـ: يا حى يا قيوم" (?).

وعن أبي الهذيل قال: "كان عيسى ابن مريم، عليه السلام، إذا أراد أن يحيي الموتى صلى ركعتين، يقرأ في الأولى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} [سورة الملك]، وفي الثانية: {الم. تَنزيلُ الْكِتَابِ} [سورة السجدة]. فإذا فرغ منهما مدح الله وأثنى عليه، ثم دعا بسبعة أسماء: يا قديم، يا خفي، يا دائم، يا فرد، يا وتر، يا أحد، يا صمد - وكان إذا أصابته شدة دعا بسبعة أخر: يا حي، يا قيوم، يا الله، يا رحمن، يا ذا الجلال والإكرام، يا نور السموات والأرض، وما بينهما ورب العرش العظيم، يا رب" (?).

قال ابن كثير: "وهذا أثر عجيب جدًا" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015