والثانية: أنه لو كان المراد به الإنجيل لكان ذكر الإنجيل مرة أخرى لا معنى له، "وذلك خلف من الكلام والله-تعالى ذكره-يتعالى عن أن يخاطب عباده بما لا يفيدهم به فائدة" (?)، لكن قد يقال: إن الكلام في معرض الامتنان فإعادة ذكر الإنجيل مرة أخرى لا تخلو من فائدة؛ لأنه في الأول امتنان بالتأييد وفي الثاني امتنان بالتعليم وهما شيئان مختلفان لكن الجهة الأولى لا جواب عنها. وكونه اسم الله الأعظم الذي كان عيسى يحي به الموتى يحتاج إلى نقل صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم. أما كون المراد روح عيسى-عليه السلام-فوجه تأييد عيسى به متكلف. والله أعلم.

وفي معنى {القُدُس} [المائدة: 110]، ثلاثة أقوال:

أحدها: هو الله تعالى، ولذلك سُمِّي عيسى عليه السلام روح القدس، لأن الله تعالى كوَّنه من غير أب، وهذا قول الحسن (?)، والربيع (?)، وجعفر (?)، وابن زيد (?).

والثاني: أن القدس: المطهر، قاله ابن عباس (?)، كأنه دل به على التطهر من الذنوب، قال العَجّاج (?):

قد عَلِمَ القُدُّوس رَبُّ القُدْس (?)

والثالث: أن القدس البركة، وهو قول السدي (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015