فقوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} أي ابتدأنا إنزاله. وهو يقتضي حمل القرآن على أن المراد به بعض أجزائه وأقسامه (?) فقوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} أي أنزلنا بعضه.

3 - أن القول بأن المسألة عقدية لا بد لها من أدلة متواترة قطعية الثبوت لإفادة العلم اليقيني ولا يكفي فيها الآثار الموقوفة؛ قول غير مسلم. واستبعاد الاستدلال بأحاديث الآحاد على العقائد غير صحيح فالعبرة بصحة الحديث فمتى صح الحديث احتج به سواء كان آحادا أم متواترا وسواء كان في الأحكام أم العقائد (?).

القول الثالث: أنّه نزل إلى السماء الدّنيا في ثلاث وعشرين ليلةِ قدر، في كلّ ليلة ينزل ما يقدّر الله إنزاله تلك السّنة.

وهذا قول ابن جريج (?)، وأبو عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي (?)، ومقاتل بن حيان (?)، وقال بنحوه مقاتل بن سليمان (?)، ونسبه السيوطي للفخر الرازي (?)،

كما ينسب هذا القول في كثير من كتب علوم القرآن للماوردي (?).

وهذا القول ضعيف مدفوع أيضا بمذهب الصّحابيّ.

قال عنه ابن حجر: "وهذا أورده ابن الأنباري من طريق ضعيفة ومنقطعة أيضا" (?).

وقال عنه القرطبي: "قلت: وقول مقاتل هذا خلاف ما نقل من الإجماع "أن القرآن أنزل جملة واحدة" (?).

وحكاية القرطبي للإجماع هنا غير مسلمة لما علمته من الأقوال في ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015