أحدهما: أن يكون جمعًا لا واحدَ له من لَفْظِه، كالقوم والرهط والجيش، واختلفوا في تصغيره، فقيل: (أنيس) و (نويس).
فمن قال: (أنيس) وهو قول أكثر النحويين (?)، دل على أن أصله (أناس) لثبوت الهمزة في التصغير. ومن قال: نويس، جعل اشتقاق الناس من (النوس) وهو الاضطراب والحركة يقال ناس ينوس إذا تذبذب وتحرك، وأناس إذا حرك. ومنه قول المرأة في حديث أم زرع: "أناس من حلي أذني" (?).
قال الأزهري: " وسمي الناس ناسًا، لأن من شأنهم الحركة على الاختيار العقلي، والواو في التصغير يدل على هذا الاشتقاق، وواحد الناس: إنسان، لا من لفظه" (?).
والثاني: أن يكون أصله (أُناس) (?)، أسقِطت الهمزة منها لكثرة الكلام بها، ثم دخلتها الألف واللام المعرِّفتان، فأدغِمت اللام - التي دخلت مع الألف فيها للتعريف - في النون، كما قيل في {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي} [سورة الكهف: 38]، وقد استعمله الشاعر على الأصل فقال (?):
إن المنايا يَطّلعـ ... ـنَ على الأناس الآمنينا
قال الأزهري: "وهذا قول حذاق النحويين" (?).
قال الأزهري: "وأصل الإنس، والإنسان، والناس، من آنس يؤنس إذا أبصر، لأنهم يؤنسون، أي: يبصرون، كما قيل للجن: جن، لأنهم مجتنّون، لا يؤنسون أي: لا يبصرون" (?)، وقد روي عن ابن عباس أنه قال: عهد الله سبحانه إلى آدم فنسي فسمي إنساناً" (?)، قال الواحدي: "وإن صح هذا فالهمزة تكون زائدة" (?)، ومنه قول الشاعر (?):
لا تنسين تلك العهود فإنما ... سميت إنسانا لأنك ناسي
وقال الآخر (?):