وقال مقاتل: "لن يأنف" (?).
وقال ابن عباس: " لن يستكبر" (?). وروي عن عطاء الخراساني نحو ذلك (?).
ومعنى «يستنكف»: أي: لن يأنف، وأصله في اللغة من «نكفت الدمع»، إذا
نحيته بإصبعك من خدك، قال الشاعر (?):
فبانوا فلولا ما تذكر منهم ... من الخلف لم ينكف لعينيك مدمع (?)
قوله تعالى: {وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ} [النساء: 172]، أي: " وكذلك لن يأنَفَ الملائكة المُقَرَّبون من الإقرار بالعبودية لله تعالى" (?).
قال الطبري: أي: " ولن يستنكف أيضًا من الإقرار لله بالعبودة والإذعان له بذلك، رسلُه {المقربون}، الذين قرَّبهم الله ورفع منازلهم على غيرهم من خلقه" (?).
قال مقاتل: " ولايستنكف ملائكة المقربون أن يكونوا عبيدا لله ليعتبروا بكون الملائكة أقرب إلى- الله عز وجل- منزلة من عيسى ابن مريم وغيره، فإن عيسى عبد من عباده" (?).
عن الأجلح قال: "قلت للضحاك: ما {المقربون}؟ قال: أقربهم إلى السماء الثانية" (?).
قوله تعالى: {وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ} [النساء: 172]، أي: " ومن يأنف عن الانقياد والخضوع لله تعالى" (?).
قال الطبري: أي: " ومن يتعظّم عن عبادة ربه، ويأنفْ من التذلل والخضوع له بالطاعة من الخلق كلهم، ويستكبر عن ذلك" (?).
قال مقاتل: " يعني: ومن يأنف عن عبادة الله، يعني: التوحيد، {ويستكبر}، يعنى: ويتكبر عن العبادة" (?).
قال السمرقندي: " أي يتعظم ن عبادته ويستكبر، والاستكبار هو الاستنكاف، يقال: استنكف واستكبر يعني استكبر عن طاعته" (?).
قال السمعاني: " الفرق بين الاستنكاف والاستكبار: أن الاستنكاف هو التكبر مع الأنفة، والاستكبار: هو الغلو، والتكبر من غير أنفة" (?).
قوله تعالى: {فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا} [النساء: 172]، أي: " فسيحشرهم كلهم إليه يوم القيامة، ويفصلُ بينهم بحكمه العادل، ويجازي كلا بما يستحق" (?).
قال الطبري: " يقول: فسيبعثهم يوم القيامة جميعًا، فيجمعهم لموعدهم عنده" (?).
قال النسفي: أي: " فيجازيهم على استنكافهم واستكبارهم" (?).
عن الضحاك , في قوله: " {جميعا} [البقرة: 29] قال: البر والفاجر" (?).