قوله تعالى: {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} [النساء: 163]، أي: " وآتينا داود زبورًا، وهو كتاب وصحف مكتوبة" (?).
قال ابن كثير: " الزبور: اسم الكتاب الذي أوحاه الله إلى داود، عليه السلام" (?).
عن الربيع: "قوله: {وآتينا}، قال: أعطاه الله" (?)، " «الزبور»: ثناء على الله ودعاء وتسبيح" (?).
قال مقاتل: " ليس فيه حد ولا حكم ولا فريضة ولا حلال ولا حرام، خمسين ومائة سورة، فأخبره الله بهن ليعلموا أنه نبي" (?).
قرأ حمزة وحده: {زبورا}، بضم الزاى حيث وقع هذا الحرف، وقرأ الباقون: {زبورا}، مفتوحتين (?).
الفوائد:
1 - تقرير مبدأ الوحي الإلهي.
2 - أول الرسل نوح عليه السلام، وآخرهم محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
القرآن
{وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (164)} [النساء: 164]
التفسير:
وأرسلنا رسلا قد قصصناهم عليك في القرآن من قبل هذه الآية، ورسلا لم نقصصهم عليك لحكمة أردناها. وكلم الله موسى تكليمًا؛ تشريفًا له بهذه الصفة.
سبب النزول:
قال مقاتل: " فقالت اليهود: ذكر محمد النبيين ولم يبين لنا أمر موسى أكلمه الله أم لم، يكلمه؟ فأنزل الله- عز وجل- في قول اليهود: {ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل} " (?).
قوله تعالى: {وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ} [النساء: 164]، أي: " وأرسلنا رسلا قد قصصناهم عليك في القرآن" (?).
قال مقاتل: " هؤلاء بمكة في الأنعام (?) وفي غيرها، لأن هذه مدنية" (?).
قال ابن كثير: " أي: من قبل هذه الآية، يعني: في السور المكية وغيرها، وهذه تسمية الأنبياء الذين نُصَّ على أسمائهم في القرآن، وهم: آدم وإدريس، ونوح، وهود، وصالح، وإبراهيم، ولوط، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، ويوسف، وأيوب، وشعيب، وموسى، وهارون، ويونس، وداود، وسليمان، وإلياس، والْيَسَع، وزكريا، ويحيى، وعيسى -عليهم الصلاة والسلام- وكذا ذو الكفل عند كثير من المفسرين، وسيدهم محمد صلى الله وعليه وسلم" (?).
قوله تعالى: {وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ} [النساء: 164]، أي: " ورسلا لم نقصصهم عليك لحكمة أردناها" (?).
قال ابن كثير: " أي: خلقا آخرين لم يذكروا في القرآن" (?).
قال علي: " بعث الله نبيا عبدا حبشيا فهو ممن لم يقصه على محمد صلى الله عليه وسلم" (?).