وأخرج الطبري عن ابن زيد: " واتقوا الأرحام أن تقطعوها، وقرأ: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ} [سورة الرعد: 21] " (?).

قال مقاتل: " يقول: تسألون بالله بعضكم ببعض الحقوق والحوائج، واتقوا الأرحام أن تقطعوها وصلوها" (?).

عن مجاهد قوله: " {واتقوا الله الذي تسائلون به}، قال: يقول أسألك بالله وبالرحم" (?). وروي عن إبراهيم النخعي، وعكرمة نحو ذلك (?).

وقال الضحاك: "يقول: اتقوا الله الذي تعاقدون وتعاهدون به" (?). وروي عن الربيع نحو ذلك (?).

عن السري بن يحيى قال: "تلا الحسن هذه الآية: {واتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام}: فإذا سئلت بالله فأعط، وإذا سئلت بالرحم فأعط يعني: الرحم التي بينك وبينه" (?).

عن الربيع في قوله: " {اتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام}، قال: الذي تعهدون وتعتقدون به" (?).

عن سعيد بن جبير في قوله: " {اتقوا الله}، يعني: المؤمنين يحذرهم" (?).

نستنتج من الأقوال السابقة أن في قوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ} [النساء: 1]، وجهان:

أحدهما: أن معنى قوله {تساءلون به}، هو قولهم: أسألك بالله وبالرحم، وهذا قول مجاهد (?)، وإبراهيم (?)، والحسن (?)، وعكرمة في أحد قوليه (?).

وتقويه قراءة حمزة: {والأرحام}، بالكسر، على هذا المعنى (?).

والثاني: أنه أراد بقوله: {والأرحام}، أي: صِلُوها ولا تقطعوها، وهو ابن عباس (?)، وقتادة (?)، والضحاك (?)، والسدي (?)، وابن زيد (?)، والربيع (?)، وعكرمة (?)، ومقاتل بن حيان (?).

قال الماوردي: " لأن الله تعالى قصد بأول السورة حين أخبرهم أنهم من نفس واحدة أن يتواصلوا ويعلموا أنهم إخوة وإن بعدوا" (?).

وقرئ: {تسلون به}، مهموز أو غير مهموز، وقرئ {تسألون به}، وخففه أهل الكوفة على حذف إحدى التائين تخفيفا كقوله: {وَلَا تَعَاوَنُوا} [المائدة: 2]، ونحوها (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015