قال الطبري: أي: " أنهم أرضوا الله بفعلهم ذلك، واتباعهم رسوله إلى ما دعاهم إليه من اتباع أثر العدوّ، وطاعتهم" (?).
قال القاسمي: " أي: في طاعة رسوله بخروجهم وجراءتهم" (?).
قوله تعالى: {وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [آل عمران: 174]، " أي: والله ذو إِحسان عظيم على العباد" (?).
قال مقاتل: " على أهل طاعته" (?).
قال الطبري: أي: " والله ذو إحسان وطَوْل عليهم - بصرف عدوهم الذي كانوا قد همُّوا بالكرة إليهم، وغير ذلك من أياديه عندهم وعلى غيرهم - بنعمه عظيم عند من أنعم به عليه من خلقه" (?).
قال القاسمي: " حيث تفضل عليهم بالعافية وما ذكر معها، وبالحفظ عن كل ما يسوؤهم. وفيه تحسير للمتخلف وتخطئة رأيه حيث حرم نفسه ما فازوا به" (?).
قال محمد بن إسحاق: " {والله ذو فضل عظيم}، لما صرف عنهم من لقاء عدوهم" (?).
قال ابن عباس: " أطاعوا الله وابتغوا حاجتهم، ولم يؤذهم أحد، {فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم} " (?).
الفوائد:
1 - فضيلة هؤلاء الذين استجابوا لله والرسول لما أصابهم من الثواب.
2 - أن الإنسان إذا عمل العمل وسعى فيه ولم يكمله كتب له أجر كامل، قال -صلى الله عليه وسلم-: "إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا" (?).
3 - إثبات الرضا لله، والرضا من صفات الله الحقيقية.
4 - إثبات اتصاف الله عزّ وجل بالفضل العظيم في كميته، العظيم في كيفيته.
القرآن
{إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)} [آل عمران: 175]
التفسير:
إنَّما المثبِّط لكم في ذلك هو الشيطان جاءكم يخوِّفكم أنصاره، فلا تخافوا المشركين; لأنّهم ضعاف لا ناصر لهم، وخافوني بالإقبال على طاعتي إن كنتم مصدِّقين بي، ومتبعين رسولي.
قوله تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} [آل عمران: 175]، "أي: إِنما ذلكم القائل {إِنَّ الناس قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} بقصد تثبيط العزائم هو الشيطان يخوفكم أولياءه وهم الكفار لترهبوهم" (?).
قال السمرقندي: " يعني نعيم بن مسعود، لأن كل عات متمرد شيطان" (?).
قال الزجاج: " أي ذلك التخويف الذي كان فعل الشيطان، أي: هو قوله للمخوفين، يخوف أولياءه" (?).
قال ابن كثير: " أي: يخوفكم أولياءه، ويوهمكم أنهم ذوو بأس وذوو شدة" (?).