قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ} [آل عمران: 7]، أي: "فأما الذين في قلوبهم ميل عن الحق وانحرافٌ عنه" (?).

قال الزمخشري: " هم أهل البدع" (?).

وفي تفسيرالـ {ـزيغ} في قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ} [آل عمران: 7] وجهان من التفسير:

أحدهما: أنه ميل عن الهدى. قاله محمد بن إسحاق (?).

والثاني: أن المعنى: شكّ، قاله ابن مسعود (?)، ومجاهد (?) والسدي (?).

واختلف فيمن عني بهذه الآية على أقوال:

أحدها: أنهم أهل الشك. قاله ابن عباس (?).

والثاني: أنهم المنافقون. قاله ابن جريج (?).

والثالث: أنه يعني: حيي بن أخطب، وأصحابه من اليهود. قاله مقاتل بن حيان (?).

والرابع: أنهم الخوارج. رواه أبو أمامة عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- (?).

والخامس: أنه عُني به الوفدُ من نصارى نجران الذين قَدِموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحاجُّوه بما حاجُّوه به، وخاصموه بأن قالوا: ألست تزعم أنّ عيسى روح الله وكلمته؟ وتأولوا في ذلك ما يقولون فيه من الكفر. وهذا قول الربيع (?).

قوله تعالى: {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} [آل عمران: 7]، أي: " فيتبع المتشابه منه ويفسّره على حسب هواه" (?).

قال ابن كثير: "أي: إنما يأخذون منه بالمتشابه الذي يمكنهم أن يحرّفوه إلى مقاصدهم الفاسدة، وينزلوه عليها، لاحتمال لفظه لما يصرفونه فأما المحكم فلا نصيب لهم فيه؛ لأنه دامغ لهم وحجة عليهم" (?).

قال الزمخشري: " فيتعلقون بالمتشابه الذي يحتمل ما يذهب إليه المبتدع مما لا يطابق المحكم ويحتمل ما يطابقه من قول أهل الحق" (?).

وفي قوله تعالى: {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} [آل عمران: 7] ثلاثة تأويلات (?):

أحدها: أنه الأجل الذي أرادت اليهود أن تعرفه من الحروف المقطعة من حساب الجُمّل في انقضاء مدة النبي - صلى الله عليه وسلم -.

والثاني: أنه معرفة عواقب القرآن في العلم بورود النسخ قبل وقته.

والثالث: أن ذلك نزل في وفد نجران لمَّا حاجّوا النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسيح، فقالوا: أليس كلمة الله وروحه؟ قال: " بلى " فقالوا: حسبنا، فأنزل الله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وابْتَغَآءَ تَأْوِيلِهِ} وهو قول الربيع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015