2 - يكون تصوير المخلوقات في الأرحام بأمر الله وإذنه كيف يشاء.

3 - بيان رحمة الله تعالى إذ يتولى شؤون الجنين ويصوره، ويستفاد منها ان هذا التصوير لا يرجع إلى فعل العبد وإنما يرجع لمشيئة الله تعالى.

4 - إثبات المشيئة لله تعالى، لقوله: {كيف يشاء}، والمشيئة إذا اطلقت فهي مقرونة بالحكمة، فما من شيء يشاؤه الله إلا لحكمة.

5 - إثبات انفراد الله عزّ وجلّ بالألوهية، لقوله: {لا إله إلا هو}.

6 - إثبات الاسمين الكريمين: "العزيز الحكيم"، وما تضمناه من صفة، وكل اسم من أسماء الله دال على الذات وعلى الوصف المشتق منهـ فإن كان متعديا ففيه دلالة ثالثة وعي الأثر المترتب على ذلك.

القرآن

{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)} [آل عمران: 7]

التفسير:

هو وحده الذي أنزل عليك القرآن: منه آيات واضحات الدلالة، هن أصل الكتاب الذي يُرجع إليه عند الاشتباه، ويُرَدُّ ما خالفه إليه، ومنه آيات أخر متشابهات تحتمل بعض المعاني، لا يتعيَّن المراد منها إلا بضمها إلى المحكم، فأصحاب القلوب المريضة الزائغة، لسوء قصدهم يتبعون هذه الآيات المتشابهات وحدها; ليثيروا الشبهات عند الناس، كي يضلوهم، ولتأويلهم لها على مذاهبهم الباطلة. ولا يعلم حقيقة معاني هذه الآيات إلا الله. والمتمكنون في العلم يقولون: آمنا بهذا القرآن، كله قد جاءنا من عند ربنا على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ويردُّون متشابهه إلى محكمه، وإنما يفهم ويعقل ويتدبر المعاني على وجهها الصحيح أولو العقول السليمة.

قوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ} [آل عمران: 7]، أي: الله الذي أنزل عليك يا محمد القرآن (?).

قال سعيد بن جبير: " يعني: القرآن" (?).

قوله تعالى: {الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} [آل عمران: 7]، " أي فيه آيات بينات واضحات الدلالة، لا التباس فيها ولا غموض كآيات الحلال والحرام، هنَّ أصل الكتاب وأساسه" (?).

قال القاسمي: أي: "واضحات الدلالة هُنَّ أصل الكتاب المعتمد عليه في الأحكام" (?).

قال الطبري: "وإنما سماهن {أمّ الكتاب}، لأنهن معظم الكتاب، وموضع مَفزَع أهله عند الحاجة إليه، وكذلك تفعل العرب، تسمي الجامعَ معظم الشيء " أمًّا " له، فتسمى راية القوم التي تجمعهم في العساكر: " أمّهم "، والمدبر معظم أمر القرية والبلدة: " أمها"" (?).

قوله تعالى: {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} [آل عمران: 7]، أي: " وآيات أخر محتمِلاتٌ لمعانٍ متشابهة" (?).

قال الطبري: " فإن معناه: متشابهات في التلاوة، مختلفات في المعنى، كما قال جل ثناؤه: {وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا} [سورة البقرة: 25]، يعني في المنظر، مختلفًا في المطعم، وكما قال مخبرًا عمن أخبر عنه من بني إسرائيل أنه قال: {إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا} [سورة البقرة: 70]، يعنون بذلك: تشابه علينا في الصفة، وإن اختلفت أنواعه" (?).

واختلف أهل التفسير في قوله تعالى: {مِنْهُءَايَاتٌ مُّحْكَمَاتُ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} [آل عمران: 7] على أقاويل (?):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015