وذكر أهل التفسير في قوله تعالى: {وَلا يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ} [البقرة: 282]، أربعة تأويلات (?):
أحدها: أن المضارة هو أن يكتب الكاتب ما لم يُمْل عليه، ويشهد الشاهد بما لم يُستشهد، قاله طاووس (?)، والحسن (?)، وقتادة (?)، وابن زيد (?)، وروي عن زيد بن أسلم (?)، نحو ذلك.
والثاني: أن المضارّة أن يمنع الكاتب أن يكتب، ويمنع الشاهد أن يشهد، قاله ابن عباس (?)، ومجاهد (?)، وعطاء (?).
والثالث: أن المضارّة أن يدعى الكاتب والشاهد وهما مشغولان معذوران، قاله عكرمة (?)، والضحاك (?)، ومجاهد (?)، وابن عباس (?)، والسدي (?)، والربيع (?)، وطاوس (?)، وروي عن سعيد بن جبير وعطية ومقاتل نجو ذلك (?).
قال ابن عطية: ولفظ المضارة إذ هو من اثنين يقتضي هذه المعاني كلها" (?).
رابعاً: وقال عطاء: وكان السلطان القاضي لا يترك رجلا يشتم رجلا ولا يشتم شهيدا، وذلك أن الله تعالى قال: {ولا يضار كاتب ولا شهيد} " (?).
قال الطبري: " وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك: " ولا يضار كاتب ولا شهيد "، بمعنى: ولا يضارهما من استكتَبَ هذا أو استشهدَ هذا، بأن يأبى على هذا إلا أن يكتبَ له وهو مشغول بأمر نفسه، ويأبى على هذا إلا أن يجيبه إلى الشهادة وهو غير فارغ على ما قاله قائلو ذلك من القول الذي ذكرنا قبل" (?).
قال الزمخشري: " وقرأ الحسن: ولا يضار، بالكسر" (?).
قوله تعالى: {وَإِن تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ} [البقرة: 282]، " أي إِن فعلتم ما نهيتم عنه فقد فسقتم بخروجكم عن طاعة الله" (?).
قال الطبري: " وإن تضارّوا الكاتب أو الشاهدَ، وما نُهيتم عنه من ذلك فإنه إثم بكم ومعصيةٌ" (?).