قوله تعالى: {الذين يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ} [البقرة: 274]، " أي الذين ينفقون في سبيل الله ابتغاء مرضاته" (?).
قال الراغب: "يرى البعض بأن إنفاق الأموال"ليس إنفاق المقتنيات فقط، بل كل ما خص الله به الإنسان من النفس والبدن في العبادة والعلم والجاه وغير ذلك، لكن الأظهر أنه إنفاق المقتنيات" (?).
قوله تعالى: {بالليل والنهار سِرّاً وَعَلانِيَةً} [البقرة: 274]، أي: "في جميع الأوقات، من ليل أو نهار، وفي جميع الأحوال من سر وجهر" (?).
قال الراغب: " {َعَلانِيَةً}: ما عرفه الناس أنه صدقة، وبالسر مالا يعرفه صدقة إلا أولوا البصائر، وإلى هذا أشار من قال إنها نزلت، في النفقة على الخيل فإن الإنفاق على الخيل في الظاهر ليس بقربة" (?).
قال الزمخشري: " يعمون الأوقات والأحوال بالصدقة لحرصهم على الخير، فكلما نزلت بهم حاجة محتاج عجلوا قضاءها ولم يؤخروه ولم يتعللوا بوقت ولا حال" (?).
قال ابن القيم: " ذكر عموم الأوقات، وعموم الأحوال فأتى بالفاء في الخبر ليدل على أن الإنفاق في أي وقت وجد من ليل أو نهار وعلى أي حالة وجد من سر وعلانية" (?).
قال القاسمي: " وفي تقديم الليل على النهار والسر على العلانية، إيذان بمزية الإخفاء على الإظهار (?).
قال المراغي: " وإنما قدم الليل على النهار، والسر على العلانية للإيماء إلى تفضيل صدقة السر على صدقة العلانية، وجمع بين السر والعلانية للإيماء إلى أن لكل منهما موضعا تقتضيه المصلحة قد يفضل فيه سواه، إذ الأوقات والأحوال لا تقصد لذاتها" (?).
وفي نصب قوله تعالى: {سِرَّاً وعلانِيَةً}، ثلاثةُ أوجهٍ (?):
أحدُهما: أنهما حالان ممَّا تقدَّم، وفيهما ثلاثةُ التأويلاتِ في «زيد عَدْل»، أي: ذوي سر وعلانية أو مُسِرِّين ومُعْلِنين، أو جُعِلوا نفسَ السِّرِّ والعَلانية مبالغةً.
والثاني: أنهما منصوبان على الظرف، أي: وَقْتَيْ سِرٍّ وعلانية.
والثالث: أنهما منصوبان على المصدرِ، أي إنفاق سرّ وإنفاق علانية.
قوله تعالى: {فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ} [البقرة: 274]، " أي لهم ثواب ما أنفقوا" (?) عند ربهم.
قال ابن كثير: " أي: يوم القيامة على ما فعلوا من الإنفاق في الطاعات" (?).
قال السعدي: " أي: أجر عظيم من خير عند الرب الرحيم" (?).