قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: "الحمد يكون بالقلب واللسان، وأما الشكر فهو أخص من حيث الوقوع، فالشكر لا يكون إلا مع الصفات المُتعدّية. يُقال: شكر فلاناً لكرمه، ولا يُقال: شكره لفروسيته وشجاعته، . فالشّكر يكون جزاءً على نعمة انتفع بها، بينما يأتي الحمد جزاءً كالشكر، ويأتي ابتداءً" (?).

والثالث: أن الحمد ثناء العبد على الممدوح بصفاته من أن يسبق إحسان الممدوح، وأمّا الشكر فهو ثناء على المشكور بما قدّم وأجزل من الإحسان، وعلى هذا القول قال علماء الإسلام: الحمد أعم من الشكر.

قال أحمد بن محمد الخطابي البستي: "الحمد نوع والشكر جنس، وكل حمد شكر، وليس كل شكر حمدا" (?).

والرابع: وهناك من يقول بأنّ الحمد والشكر مُتَقاربان، والحمد أعَمُّ، لأنَّ العبد حمَد الممدوح على صِفاته الذاتيَّة وعلى كثرة عطائه، ولا تَشْكُره بالتالي على صِفاته (?).

ويقال: " شكرته وشكرت له وباللام أفصح" (?) المشهور باللام وهو الأكثر استعمالاً، قال تعالى: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} [لقمان: 14]، وقال تعالى: {وَاشْكُرُوا لِلّهِ} [البقرة: 172]، ويأتي متعدياً بنفسه كما في قوله تعالى: {وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ} [النحل: 114].

وفي قول الشاعر (?):

شَكرْتكَ إنَّ الشُّكْرَ حبلٌ من التقي ... وما كُلُّ من أوليته نعمةً يقضي

فقال شكرتك، مع أن الغالب في الاستعمال أن يقول: شكرت لك.

أما المدح: "فهو أعم من الحمد، لأنه يكون للحي وللميت وللجماد أيضاً، كما يمدح الطعام والمكان ونحو ذلك، ويكون قبل الإحسان وبعده، وعلى الصفات المتعدية واللازمة أيضاً فهو أعم" (?).

وللحمد صيغ، منها:

1 - الحمد لله: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لأن أقول سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أحب إلي (?) مما طلعت عليه الشمس" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015