فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً، لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ، لَوْ قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ " (?).
والثالث: أن هذه الصيغة هي المختارة عند أكثر القراء (?)، منهم: أبو عمرو البصري، وعاصم بن أبي النجود الكوفي، وعبد الله ابن كثير المكي (?) وبها كان يتعوذ جمهور السلف من الصحابة والتابعين منهم: عمر بن الخطاب وابنه عبد الله بن عمر (?) -رضي الله عنهما-، وهي اختيار: أبي حنيفة (?)، والشافعي (?)، وأحمد بن حنبل (?) - رحمهم الله.
قال ابن عطية: "وأما لفظ الاستعاذة، فالذي عليه جمهور الناس، هو لفظ كتاب الله تعالى (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) " (?).
قال مكي: " الذي عليه العمل وهو الاختيار أن يقول القراء: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. للآية" (?).
ويُسَرُّ بالاستعاذة في الحالات الآتية:
1 - عند القراءة سرًّا، سواء كان القاراء منفردا أم في مجلس.
وعند القراءة خاليًا، سواء أَقَرَأَ القارئ سرًّا أم جهرًا.
2 - وفي الصلاة سريةً كانت أم جهرية.
3 - وإن كان القارئ وسط قوم يتدارسون القرآن ولم يكن القارئُ المبتدئَ بالقراءة.
ويستحب الجهر بالاستعاذة إذا كان القارئ يقرأ جهرًا، وكان هناك من يستمع إليه، وفي حالة التعليم والمدارسة عندما يكون القارئ المبتدئَ بالقراءة (?).
وتشرع الاستعاذة في مواضع، منها:
1 - عند قراءة القرآن:
قال تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل: 98].
2 - عند حصول نزغ من الشيطان ووسوسة.
قال تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأعراف: 200].
3 - عند ما يوسوس الشيطان للمسلم في معتقده بربه.