قال الطبري: "و (الألية): الحلف، يقال: آلى فلان يُؤْلي إيلاء وأليَّة، كما قال الشاعر (?):
كَفَيْنَا مَنْ تَغَيَّبَ في تُرَابٍ ... وَأَحْنَثْنَا أَليَّةَ مُقْسِمِينَا
ويقال: "أَلْوة وأُلْوة "، كما قال الراجز (?):
يَا أُلْوَةٌ مَا أُلْوَةٌ مَا أُلْوَتِي
وقد حكي عنهم أيضًا أنهم يقولون: (إلوة) مكسورة الألف" (?).
ومنه قوله تعالى: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ} [النور: 22]، وقال الشاعر (?):
فآليت لا أنفك أحدو قصيدة ... تكون وإياها بها مثلا بعدي
وقال آخر (?):
قليل الألايا حافظ ليمينه ... وإن سبقت منه الألية برت
وقال ابن دريد (?):
ألية باليعملات يرتمي ... بها النجاء بين أجواز الفلا
و{مِن}: قيل إنها بمعنى (عن)؛ يعني يحلفون عن وطء نسائهم؛ وقيل: إنها على بابها؛ فهي مبينة لموضع الإيلاء - يعني: الحلف -؛ و {نسائهم} أي زوجاتهم (?).
وقرأ عبد اللَّه: {للذين آلوا من نسائهم}، يقال: آلَى يُؤْلِي إِيلَاءً، وَتَأَلَّى تَأَلِّيًا، وَائْتَلَى ائْتِلَاءً، أي: حلف، ومنه: {وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ} [النور: 22].
وقرأ أبيّ وابن عباس: {يقسمون من نسائهم} " (?).
قال القرطبي: "ومعلوم أن يقسمون، تفسير يؤلون" (?).
قوله تعالى: {تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ} [البقرة: 226]، أي "انتظار أربعة أشهر" (?).
قال البغوي: "والتربص: التثبت والتوقف" (?)، ومنه قوله تعالى {قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ} [الطور: 31]، أي انتظروا.
قال ابن عثيمين: " (والتربص) شبيه بـ (الصبر) لموافقته إياه في الحروف - وإن خالفه في الترتيب -؛ و (الصبر) بمعنى حبس النفس، وانتظارها؛ {أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ} أي مدة أربعة أشهر؛ فينتظرون لمدة أربعة أشهر ابتداءً من إيلائهم" (?).