قال ابن كثير: "أي: بشرعه وما أمر به وما نهى عنه" (?).
قال الطبري: أي" بإعلامه إياكم سبيلَه وطريقَه الذي به الوصول إلى الجنة والمغفرة" (?).
قال الراغب: " أي بعلمه وأمره وآياته وحججه ودلائله العقلية والشرعية من أنكم إذا فعلتم ذلك، فأنتم أهل لرجاء التذكر وحقيقة التذكر الاستدراك عن نسيان أو غفلة لما استثبته القلب" (?).
قال الزمخشري: " بتيسير اللَّه وتوفيقه للعمل الذي تستحق به الجنة والمغفرة" (?).
قال الشوكاني: " أي بأمره، قاله الزجاج" (?).
وقرأ الحسن: " {والمغفرةُ بإذنه}، بالرفع، أى: والمغفرة حاصلة بتيسيره" (?).
قال بعض أهل العلم: والإذن على قسمين (?):
أحدهما: إذن كوني: وهو ما يتعلق بالمخلوقات، والتقديرات، ومنه قوله تعالى: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} [البقرة: 255].
والثاني: إذن شرعي: وهو ما يتعلق بالتشريعات، ومنه تعالى: {ءآلله أذن لكم أم على الله تفترون} [يونس: 59] يعني شرع لكم.
والظاهر أن الإذن في هذه الآية (?) - والله أعلم - يشمل القسمين؛ لأن دخول الإنسان فيما يكون سبباً للجنة، والمغفرة كوني؛ وما يكون سبباً للجنة، والمغفرة هذا مما شرعه الله.
قوله تعالى: {وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ} [البقرة: 221]، أي والله يوضح "أوامره ونواهيه للناس" (?).
قال الصابوني: " أي يوضح حججه وأدلته للناس" (?).
قال البطري: " ويوضح حججه وأدلته في كتابه الذي أنزله على لسان رسوله لعباده" (?).
و{آيات}: " جمع آية؛ وهي العلامة القاطعة التي تستلزم العلم بمدلولها، كما قال تعالى: {وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون} [يس: 41] " (?).
قوله تعالى: {لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [البقرة: 221]، أي "ليتعظون" (?).
قال الصابوني: أي: " ليتذكروا فيميزوا بين الخير والشر والخبيث والطيب" (?).
قال الطبري: أي: " ليتذكروا فيعتبروا، ويميزوا بين الأمرين اللذين أحدهما دَعَّاءٌ إلى النار والخلود فيها، والآخر دَعَّاءٌ إلى الجنة وغفران الذنوب، فيختاروا خيرهما لهم. ولم يجهل التمييز بين هاتين إلا غبيّ [غَبين] الرأي مدخول العقل" (?).