أحدهما: أن المعنى لعلهم يتقون المعاصي. قاله مقاتل بن حيان (?).
والثاني: أن المراد: لعلهم يطيعون. وهذا قول مجاهد (?).
الفوائد:
1 - من فوائد الآية: رحمة الله تعالى بعباده؛ لنسخ الحكم الأول إلى التخفيف، حيث كانوا قبل ذلك إذا ناموا، أو صلّوا العشاء في ليالي رمضان حرمت عليهم النساء، والطعام، والشراب إلى غروب الشمس من اليوم التالي؛ ثم خفف عنهم بإباحة ذلك إلى الفجر.
2 - ومنها: جواز الكلام بين الزوج وزوجته فيما يستحيا منه؛ لقوله تعالى: {الرفث إلى نسائكم}؛ لأنه مُضَمن معنى الإفضاء.
3 - ومنها: جواز استمتاع الرجل بزوجته من حين العقد؛ لقوله تعالى: {إلى نسائكم} ما لم يخالف شرطاً بين الزوجين؛ وقد ظن بعض الناس أنه لا يجوز أن يستمتع بشيء من زوجته حتى يعلن النكاح - وليس بصحيح لكن هنا شيء يخشى منه؛ وهو الجماع؛ فإنه ربما يحصل حمل؛ وإذا حصل حمل مع تأخر الدخول ربما يحصل في ذلك ريبة؛ فإذا خشي الإنسان هذا الأمر فليمنع نفسه لئلا يحصل ريبة عند العامة.
4 - ومن فوائد الآية: أن الزوجة ستر للزوج؛ وهو ستر لها؛ وأن بينهما من القرب كما بين الثياب، ولابسيها؛ ومن التحصين للفروج ما هو ظاهر؛ لقوله تعالى: {هن لباس لكم وأنتم لباس لهن}.
5 - ومنها: إثبات العلة في الأحكام؛ لقوله تعالى: {هن لباس لكم}؛ لأن هذه الجملة لتعليل التحليل.
6 - ومنها: ثبوت علم الله بما في النفوس؛ لقوله تعالى: {علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم}.
7 - ومنها: أن الإنسان كما يخون غيره قد يخون نفسه؛ وذلك إذا أوقعها في معاصي الله، فإن هذا خيانة؛ وعلى هذا فنفس الإنسان أمانة عنده؛ لقوله تعالى: {علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم}.
8 - ومن فوائد الآية: إثبات التوبة لله؛ لقوله تعالى: {فتاب عليكم}؛ وهذه من الصفات الفعلية.
9 - ومنها: إثبات عفو الله؛ لقوله تعالى: {وعفا عنكم}.
10 - ومنها: ثبوت النسخ خلافاً لمن أنكره؛ وهو في هذه الآية صريح؛ لقوله تعالى: {فالآن باشروهن} يعني: وقبل الآن لم يكن حلالاً.
11 - ومنها: أن النسخ إلى الأخف نوع من التوبة إلا أن يراد بقوله تعالى: {تاب عليكم وعفا عنكم} ما حصل من اختيانهم أنفسهم.
12 - ومنها: جواز مباشرة الزوجة على الإطلاق بدون تقييد؛ ويستثنى من ذلك الوطء في الدبر، والوطء حال الحيض، أو النفاس.
13 - ومنها: أنه ينبغي أن يكون الإنسان قاصداً بوطئه طلب الولد؛ لقوله تعالى: {وابتغوا ما كتب الله لكم}؛ وذكروا عن عمر رضي الله عنه أنه لا يجامع إلا إذا اشتهى الولد؛ ولكن مع ذلك لا يمنع الإنسان أن يفعل لمجرد الشهوة؛ فهذا ليس فيه منع؛ بل فيه أجر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «وفي بضع أحدكم صدقة، قالوا: يا رسول الله! أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: نعم؛ أرأيتم لو وضعها في حرام أيكون عليه وزر؟ قالوا: نعم؛ قال: فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر» (?).
14 - من فوائد الآية: جواز الأكل، والشرب، والجماع في ليالي الصيام حتى يتبين الفجر؛ لقوله تعالى: {وكلوا واشربوا حتى يتبين}.