والثاني: أخرج الفريابي (?) والطبري عطاء: "لما نزلت: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [سورة غافر: 60] قالوا: في أي ساعة؟ قال: فنزلت: {وإذا سألك عبادي عَني فإني قريب}، إلى قوله: {لعلهم يَرُشدون} " (?)، وروي عن السدي (?)، وابن صالح (?)، نحو ذلك.
الثالث: وقال مجاهد: " {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، قالوا: إلى أين؟ فنزلت: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [سورة البقرة: 115] " (?).
الرابع: وقال قتادة: " ذكر لنا أنه لما أنزل الله {ادْعُوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، قال رجال: كيف ندعو يا نبي الله؟ فأنزل الله: {وإذا سَألك عبادي عَنّي فإنّي قريبٌ} إلى قوله: {يرشدون} " (?).
الخامس: قال مقاتل بن سليمان: " اعترف رجال من المسلمين عند ذلك بما كانوا يصنعون بعد العشاء [أي: أنهم كانوا يأتون نساءهم بعد أن يناموا في الصيام]، فقالوا: بتنا ومخرجنا مما عملنا، فأنزل الله- عز وجل- {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيب} " (?). وقد ذكر القصة مطولا عن عمر بن الخطاب، وصرمة بن أنس بن صرمة بن مالك من بني عدي بن النجار (?).
وذكره ابن ظفر عنه أيضا وذكر فيه القصة عن عمر بن الخطاب وعن صرمة بن أنس أبي قيس (?)، قال ابن حجر: "وهذا يستلزم أن هذه الآية مؤخرة في النزول، وإن كانت متقدمة في التلاوة" (?).
السادس: قال ابن عباس في رواية أبي صالح: " أن يهود المدينة قالوا: يا محمد، كيف يسمع ربنا دعاءنا وأنت تتزعم أن بيننا وبين السماء مسيرة خمسمائة عام، فنزلت هذه الآية" (?). وفي رواية أخرى: " وإن غلظ كل سماء خمسمائة عام" (?).