قوله تعالى: {قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} [البقرة: 170]، أي: قالوا: " بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا" (?).

قال البيضاوي: أي: " ما وجدناهم عليه" (?).

قال ابن كثير: أي من: "عبادة الأصنام والأنداد" (?).

قال ابن عثيمين: يعني، بل نتّبع ما وجدنا آباءنا عليه من العقيدة والعمل، حقاً كان أو باطلاً" (?).

وفي قوله تعالى: {قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} [البقرة: 170]، وجهان (?):

أحدهما: أن المعنى: بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا من عبادة الأصنام.

وعلى هذا الوجه، يكون الخطاب لكفار قريش من بني عبدالدار، فتكون (الهاء والميم) في قوله {لهم}، عائدة على من في قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا} [البقرة: 165].

الثاني: أن المعنى: بل نتبع ما ألفينا وجدنا عليه آباؤنا من التحريم والتحليل والدين والمنهاج.

وعلى هذا القول تكون (الهاء والميم) في قوله {لهم}، راجعة إلى {الناس} في قوله تعالى: {يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا} [البقرة: 168].

واختلف في معنى قوله تعالى: {ألفينا} [البقرة: 170]، على وجهين:

أحدهما: أنه بمعنى وجدنا. قاله أبو العالية (?)، وقتادة (?)، والربيع (?)، وهو قول الجمهور (?).

ودليله: قوله تعالى في آية أخرى {بل نتبع ما وجدنا عليه ءاباءنا} {لقمان: 21}، ويدل عليه أيضا قوله تعالى: {وألفيا سيدها لدى الباب} [يوسف: 25] وقوله: {إنهم ألفوا ءاباءهم ضالين} [الصافات: 69] " (?)، ومنه قول الشاعر (?):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015