وما اختصر من مكان فقد بسط في موضع آخر فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له .. وإذا لم نجد التفسير في القرآن، ولا في السنة رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوه من القرآن .. ولما لهم من الفهم التام، والعلم الصحيح والعمل الصالح ... ، وإذا لم تجد التفسير في القرآن، ولا في السنة، ولا وجدته عن الصحابة" (?).

فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين" (?)، وقال الإمام الزركشي: "للناظر في القرآن لطلب التفسير مآخذ كثيرة أمهاتها أربعة:

الأول: النقل عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهذا هو الطراز المعلم لكن يجب الحذر من الضعيف منه والموضوع فإنه كثير.

الثاني: الأخذ بقول الصحابي فإن تفسيره عندهم بمنزلة المرفوع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وفي الرجوع إلى قول التابعي روايتان.

الثالث: الأخذ بمطلق اللغة؛ فإن القرآن نزل بلسان عربي مبين، وقد ذكره جماعة منهم: أنس بن مالك، وأحمد بن حنبل.

الرابع: التفسير بالمقتضى من معنى الكلام، والمقتضب من قوة الشرع، وهذا هو الذي دعا به النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس رضي الله عنهما في قوله: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل" (?) " (?).

ومن خلال كلام ابن تيمية يتضح أن التفسير لكتاب الله تعالى يكون بتفسير القرآن بالقرآن ثم بالسنة ثم بأقوال الصحابة ثم يرجع إلى أقوال كبار التابعين

كمجاهد بن جبر (?)، وهذا هو الذي يسمى بتفسير الرواية.

ومن كلام الزركشي يتبين أن التفسير عنده هو ما جاء تفسيره عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو نُقل تفسيره عن أحد الصحابة، أو عن تابعي إذا رفعه إلى الصحابي آخذاً بمطلق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015