الكتاب لسيبويه (صفحة 436)

باب ما أشرك بين الاسمين في الحرف الجار

فجريا عليه كما أشرك بينهما في النعت فجريا على المنعوت

وكِلا التفسيرَيْنِ تفسيرُ الخليل، وكان كلُّ واحد منهما عنده وجهاً من التفسير.

وقال الخليل رحمه الله: لا يقولون إِلاَّ هذانِ جُحْرَا ضَبَّ خَرِبانِ، من قِبَل أنّ الضبّ واحدٌ والجحر جحران، وإنما بغلطون إذا كان الآخِرُ بعدّة الأوّل وكان مذكَّراً مثلَه أو مؤنَّثًا، وقالوا: هذه جِحرَةُ ضِبابٍ خربة، لأن الضباب مؤنثة ولأن الجحرة مؤنثهة، والعدّة واحدة، فغَلِطوا.

وهذا قولُ الخليل رحمه الله، ولا نُرَى هذا والأوَّلَ إلاّ سَواءً، لأنّه إذا قال: هذا جُحْرُ ضبَّ مُتَهَدمٍ، ففيه من البيان أنّه ليس بالضبَّ، مثلُ ما فى التثنية من البيان أنّه ليس بالضب. وقال العجاج:

كأن نسج العنكبوت المرمل

فالنسج مذكر والعنكبوت أنثى.

باب ما أَشْرَكَ بين الاسمْينِ فى الحرف الجارّ

فَجَرَيا عليه كما أَشرك بينهما فى النَّعْت فَجَرَيا على المنعوت

وذلك قولك: مررتُ برجل وحمار قبل. قالوا وأشركت بينهما فى الباءِ فجريا عليه، ولم تَجعلْ للرَّجل منزلةً بتقديمك إيّاه يكون بها أَوْلَى من الحمار،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015