وكنت كذى رجلين: رجل صحيحة ... ورجل رمى فيها الزمانُ فشَلَّتِ
فأَمّا مررتُ برَجُلٍ راكعٍ وساجدٍ، ومررتُ برجلٍ رجلٍ صالحٍ، فليس الوجهُ فيه إلاّ الصفةَ، وليس هذا بمنزلة مررتُ برجلينِ مُسلمٍ وكافر ولا ما أشبهه، من قبل أنك ثم تُبعَّض، كأنَّك قلت: أحدُهما كذا والآخر كذا، ومنهم كذا " ومنهم كذا ".
وإذا قلت: مررتُ برجلٍ قائمٍ، ومررتُ برجلٍ قاعدٍ، فهذا اسمٌ واحدٌ. ولو قلت: مررتُ برجلٍ مسلمٍ وثلاثةِ رِجالٍ مسلمينَ لم يَحسن فيه إلاّ الجرُّ لأنك جعلت الكلامَ اسماً واحداً حتّى صار كأنك قلت: مررتُ بقائمٍ ومررتُ برجالٍ مسلمينَ.
وهذا قولُ يونسَ: ولو جاز الرفعُ لقلت: كان عبدُ الله راكعٌ؛ لأنّك إن شبّهتَه بالتبعيض فالتبعيضُ ههنا رفعٌ، إذا قلت: كان أَخواك راكع وساجد.