محذوفٍ و (ما) مصدرية، أي: أوحينا إليك إيحاءً مِثْلَ إيحائنا إلى نوحٍ، أو لِعَينٍ محذوفٍ فتكون (ما) موصولة، أي: أوحينا إليك شيئًا مثل الذي أوحيناه إلى نوح من الأحكام وغيرها (?).
وقوله: {مِنْ بَعْدِهِ} (من) متعلقة بأوحينا، أو بالنبيين، ولا يجوز أن تكون حالًا من {النَّبِيِّينَ}؛ لأن ظرف الزمان لا يكون حالًا لِلجُثَّة، كما لا يكون خبرًا عنها.
وقوله: {إِلَى إِبْرَاهِيمَ} إلى قوله: {وَسُلَيْمَانَ} كل هذه الأسماء عطف على {إِبْرَاهِيمَ}، وجميعها أعجمية ما عدا {وَالْأَسْبَاطِ}، وهو جمع سِبط، وقد مضى الكلام عليه في "البقرة" (?). والمانع لهذه الأسماء من الصرف العجمة والتعريف.
وقوله: {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} قرئ: بفتح الزاي على أنه مفرد كالتوراة والإنجيل، وهو فعول بمعنى مفعول، من زَبَرْتُ الكتاب، إذا كَتَبْتَهُ. وقرئ: بضمها (?)، على أنه جمع زبور بحذف الزيادة، كأن الواو حذفت فبقي زَبْرٌ، ثم جُمع على فُعول كبحر وبحور، كما جمع ظريف على ظروف، كأنه ظرف أو مصدر كالدُخُول سُمّي به الكتاب.
قال أبو إسحاق: وأصل الزَّبْرِ في اللغة: إحكام العمل في البئر