من الكتاب أن عطف الظاهر على المضمر المجرور لا يجوز عند أهل البصرة إلّا بإعادة الجار (?).

وقيل: هو عَطْفٌ على الهاء والميم في {مِنْهُمْ} في قوله: {لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ}، أي: منهم ومن المقيمينِ الصلاة.

وقيل: هو عطف على الكاف في قوله: {وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} أي: من قبلك ومن قبل المقيمين.

وهذان الوجهان أيضًا فيهما من الضعف ما ذكرت آنفًا في الوجه الذي قبلهما (?). وقيل: هو عطف على (قبل) في قوله: {وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ}، أي: من قبلك ومن قبل المقيمين، ثم حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه (?).

وقيل: هو على إضمارٍ، أي: وبصلاة المقيمين [والمعنى: يؤمنون بالله وبالصلاة، أي: وبوجوبها] (?).

والمختار الوجه الأول، لما للقوم في النصب على الاختصاص والمدح من الانحراف والميل، ولسلامته من الطعن والرد، ولكونه قول صاحب الكتاب، والقول ما قالت حَذام.

فإن قلت: هل يجوز أن تجعل خبر المبتدأ الذي هو {الرَّاسِخُونَ} {أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ}؟ . قلت: نعم إن جعلت {وَالْمُقِيمِينَ} مجرورًا بالعطف على ما ذكر، وإن جعلته منصوبًا ونصبته على المدح فلا؛ لأن المدح لا يكون إلّا بعد تمام الكلام (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015