الْأَرْضِ نَبَاتًا} (?) على أحد التأويلين.
وقرئ: (يَصَّلِحَا) (?) وأصله يصتلحا أو يصطلحا بمعنى يصَّالحا، أو يصطلحا، فأدغمت التاء أو الطاء في الصاد بعد قلبهما صادًا.
وقوله: {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} ابتداء وخبر، أي: الصلح خير من الفُرْقَة، وقيل: من النشوز والإِعراض (?).
وقوله: {وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ} حَضَرَ: فعل يتعدى إلى مفعول واحد، تقول: حَضَرْتُ فلانًا، وحَضَر القاضيَ اليومَ امرأةٌ، فإذا نقلته بالهمزة تعدى إلى مفعولين، تقول: أحصْرتُ فلانًا الشئَ، فالمفعول الأول: {الْأَنْفُسُ} وهو القائم مقام الفاعل، والثاني: {الشُّحَّ}. والشح: البخل، يقال: شَحَّ يَشُحُّ شُحًّا فهو شَحِيح وهم أَشِحَّةٌ.
قيل: ومعنى إحضار الأنفس الشح: أن الشح جعل حاضرًا لها لا يغيب عنها أبدًا، ولا تنفك عنه، يعني أنها مطبوعة عليه، والغرض: أن المرأة لا تكاد تسمح بقسمتها وبغير قسمتها، والرجل لا تكاد نفسه تسمح بأن يقسم لها، وأن يمسكها إذا رغب عنها وأحب غيرها على ما فسر (?).
{وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (129) وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا (130)}: