وقوله: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا} (حسيبًا) فَعِيلٌ من الحِسابِ؛ لأنَّ الله جل ذكره يحاسب عبيده على كلّ شيء من التحية وغيرها (?). وقيل: الحسيب: الكافي، من أَحْسَبَني الشيءُ، أي: كفاني (?)، وفيه ما فيه لأجل {عَلَى} (?). وقيل: الحسيب الحفيظ (?)، وكلٌّ متقاربٌ في المعنى.
{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا (87)}:
قوله عزَّ وجلَّ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} اسم الله مبتدأ، و {لَا إِلَهَ} مبتدأ ثان وخبره محذوف، أي: لنا، أو في الوجود، و {إِلَّا هُوَ} بدل من موضع {لَا إِلَهَ} والجملة خبر عن اسم الله تعالى، وقد مضى الكلام على هذا في "البقرة" عند آية الكرسي بأشبع من هذا.
ولك أن تجعل الجملة معترضة والخبر {لَيَجْمَعَنَّكُمْ}، كأنه قيل: اللَّهُ واللَّهِ ليجمعنكم إلى يوم القيامة (?)، وفيه تقديران: أحدهما - في يوم القيامة، والثاني - في الموت، أو الهلاك، أو في القبور إلى يوم القيامة، فتكون {إِلَى} على بابها.