وقد جوز أن يكون عطفًا على محذوف، كأنه قيل: من نفس واحدة أنشأها أو ابتدأها وخلق منها زوجها، وإنما حُذف لدلالة المعنى عليه، والمعنى: شَعَّبَكُمْ من نفس واحدة هذه صفتها (?).

وقوله: {وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا} أي فرق ونشر، يقال: بث الخبر وأبثه أيضًا، إذا نشره، قال أبو إسحاق: بث جميع الخلق منهما (?).

وقرئ: (وخَالِقٌ منها زوجها وبَاثٌّ منهما) (?) بلفظ اسم الفاعل على أنَّه خبر مبتدأ محذوف، أي: وهو خالق.

وقوله: (تَسَّاءلون به والأرحام) قرئ: بتشديد السين على أنَّ أصله تتساءلون، فأدغمت التاء في السين بعد قلبها سينًا كراهة اجتماع المِثْلين في صدر الكلمة. وبتخفيفها (?)، على حذف إحدى التاءين وهي الثانية، أي: يسأل بعضكم بعضًا بالله وبالرحم فيقول: بالله وبالرحم افعل كذا، على سبيل الاستعطاف (?).

وقرئ: (والأرحام) بالحركات الثلاث (?)، فالنصب: يحتمل وجهين:

أن يكون عطفًا على اسم الله تعالى، أي: واتقوا اللَّهَ والأرحامَ، أي: واتقوا الأرحامَ أن تَقْطَعوها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015