قوله عز وجل: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ}. (شيءٌ): اسم ليس، وخبرها {لَكَ مِنَ الْأَمْرِ} كلاهما. ولك أن تجعل {مِنَ الْأَمْرِ} في محل النصب على الحال على تقدير تقديمه على الموصوف وهو شيء، و {لَكَ} الخبر.

وقوله: {أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} عطف على قوله: {لِيَقْطَعَ} (?)، {أَوْ يُعَذِّبَهُمْ}. و {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ}: فاصل بين المعطوف والمعطوف عليه، كما تقول: أعطيت زيدًا درهمًا فاعرفه وبكرًا. على معنى: أن الله يفعل بعباده ما يريد، فإما أن يستأصلهم، أو يذلهم، أو يتوب عليهم إن أسلموا، أو يعذبهم إن أصروا على ما هم عليه، {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} إنما أنت عبد مأمور بتبليغ ما أمرت به، كقوله: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ} (?) {بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} (?).

وقيل: {أَوْ يَتُوبَ} نصب بإضمار أن، و (أن يتوب) في حكم اسم معطوف بأو على {الْأَمْرِ}، أو على {شَيْءٌ}، أي: ليس لك من أمرهم شيء، أو من التوبة عليهم، أو من تعذيبهم.

وقيل: {أَوْ} بمعنى إلا أن، أي: ليس لك من أمرهم شيء إلا أن يتوب الله عليهم فتسر بحالهم، أو يعذبهم فَتَشَفَّى منهم (?).

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (131) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (132)}:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015