قوله عز وجل: {لِيَقْطَعَ طَرَفًا} اللام تحتمل أن تكون متعلقة بقوله: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} (?) .. لِيَقْطَعَ، أو بفعل محذوف دل عليه {أَنْ يُمِدَّكُمْ} (?)، أي: أمدكم بالملائكة ليقطع طرفًا، أو دَبَّر ذلك ليقطع، أو بقوله: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ} (?)، أي: نصركم ليقطع طرفًا، أي: ليهلك فريقًا منهم بالقتل والأسر، وهو ما كان يوم بدر من قتل سبعين وأسر سبعين من رؤساء قريش وصناديدهم على ما فسر (?).
وقوله: {أَوْ يَكْبِتَهُمْ} عطف على {لِيَقْطَعَ}، أي: أو يذلهم ويصرفهم منهزمين. والكَبْتُ: الصرفُ والإِذلال، يقال: كبت الله عدوه، أي: صرفه وأذله (?).
وقال بعض أهل اللغة: أصل كبته: كَبَدَهُ، أي: أصابه بالحزن في كَبِده، فأُبدلت التاء من الدال (?).
وكذلك {فَيَنْقَلِبُوا} عطف على قوله: {لِيَقْطَعَ}، أو على قوله: {أَوْ يَكْبِتَهُمْ}.
{خَائِبِينَ}: يحتمل أن يكون حالًا من الضمير في {فَيَنْقَلِبُوا}، وأن يكون خبر {فَيَنْقَلِبُوا} على التضمين، أي: فيصيروا خائبين غير ظافرين بما راموا، والخائب: المنقطع الأمل.
{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128) وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (129}: