قوله عز وجل: {بَلَى} إيجاب لما بعد {لَنْ} (?)، أي: بلى يكفيكم الإِمداد بهم، فأوجب الكفاية، يقال: كفاه يكفيه كفاية فهو كاف، إذا قام بالأمر (?).
ثم قال: {إِنْ تَصْبِرُوا} على لقاء العدو {وَتَتَّقُوا} معصية الله ومخالفة رسوله، {وَيَأْتُوكُمْ} يعني المشركين.
{مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا}: (هذا) نعت لفورهم، وهو مصدر، من قولهم: فارت القدر تفور فورًا، إذا غَلَتْ، وأصله الغليان، ومنه فَوْرَةُ الغضب، ثم استعير للسرعة، ثم سميت به الحالة التي لا بُطءَ فيها، فقيل: أتانا فلان ورجع من فوره، كما تقول: من ساعته لم يلبث، ومنه قول الفقهاء: الأمر على الفَوْرِ لا على التراخي (?). والمعنى: أنهم إن يأتوكم من ساعتهم هذه يمددكم ربكم بالملائكة في حال إتيانهم لا يتأخر نزولهم عن إتيانهم.
و{يُمْدِدْكُمْ}: جواب الشرط.
{مُسَوِّمِينَ}: نعت لخمسة. وقرئ: (مسوِّمين) بكسر الواو على البناء للفاعل (?)، بمعنى: مُعْلِمِينَ أنفسَهم أو خيلَهم. من السُّوْمَةِ (?)، وهي العلامة تُجْعَلُ على الشاة وغيرها، وفي الحرب أيضًا تقول: تَسَوَّمَ، وفي الحديث: "سَوِّمُوا فإنَّ الملائكة قد سَوَّمَتْ " (?). وبفتحها على البناء للمفعول (?)،