والإكنان: الإخفاء. يقال: أكننتُ الشيءَ في نفسي، إذا أخفيتَه وكتمتَه، وكَنَنْتُهُ، أي: سترته بثوب وشبهه، عن الرماني وغيره، أي: أخفيتم وأضمرتم في قلوبكم، فلم تذكروا بألسنتكم لا معرِّضين ولا مصرّحين، ومفعوله محذوف، أي: أكننتموه.

{وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ}: المستدرك محذوف، دل عليه قوله: {سَتَذْكُرُونَهُنَّ} وهذا الاستدراك منه، أي: علم الله أنكم ستذكرونهن فاذكروهن {وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا}.

و{سِرًّا}: مفعول ثان، تقول: واعدت فلانًا كذا. وقيل: التقدير على سر (?)، ثم حذف الجارّ ووصل إليه الفعل فنصبه، هذا إذا جعلته كناية عن النكاح الذي هو الوَطْءُ، لأنه مما يُسَرُّ، فإن جعلته من السِّرِّ الذي هو الإخفاء، كان منصوبًا على الحال من الواو في {وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ}، والمفعول الثاني على هذا محذوف تقديره: ولكن لا تواعدوهن النكاح مسرِّين به ولا مظهرين (?).

وقيل: {لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا} أي: في السر، على أن المواعدة في السر عبارة عن المواعدة بما يُسْتَهْجَنُ؛ لأن مسارتهنّ في الغالب بما يُستحيا من المجاهرة به (?)، فيكون على هذا ظرفًا، ويحتمل أن يكون وصفًا لمحذوف، أي: نكاحًا سرًّا، أو مواعدة سرًّا (?).

{إِلَّا أَنْ تَقُولُوا}: موضع (أن) نصب على الاستثناء من قوله: {لَا تُوَاعِدُوهُنَّ}، أي: لا تواعدوهن مواعدةً قَطُّ إلا مواعدةً معروفةً غير منكَرة، أو: لا تواعدوهن إلا بأن تقولوا، أي: لا تواعدوهن بالتعريض.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015