{الشَّهْرِ}، وهو بدل الاشتمال؛ لأن القتال يقع في الشهر، تعضده قراءة من قرأ: (عن قتال فيه) على تكرير العامل، كقوله: {لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ} (?)، وهو عبد اللَّه رضي الله عنه (?).
و{فِيهِ} متعلق بقتال، كما يتعلق بقاتل، لأن المصدر يعمل عمل الفعل، ولك أن تجعله وصفًا لقتال، فيكون متعلقًا بمحذوف، أي: واقع أو كائن فيه.
وقرئ في غير المشهور: (قتالٌ فيه) بالرفع (?)، على أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره: أجائز قتال فيه؟ دل عليه {يَسْأَلُونَكَ}.
{قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ}: قتال مبتدأ، و {فِيهِ} نعت له، ولذلك جاز الابتداء به، كقوله. {وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ} (?)، و {كَبِيرٌ} خبره. والهاء في {فِيهِ} في الموضعين تعود على {الشَّهْرِ}.
فإن قلت: قتالٌ الثاني هو قتال الأول أم غيره؟ قلت: هو غيره، ولو كان هو هو، لكانت معه آلة التعريف، كما في قول القائل: كسبت درهمًا، وأنفقت الدرهم، وقوله: {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ} بعد قوله: {كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا} (?) وإنما هو إخبار بتعظيمِ أيّ قتال يقع في الشهر الحرام، وليس هو ذلك المذكور بعينه.
وقوله: {وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} (وصد): مبتدأ، و {عَنْ} متعلقة به، والصد: المنع.