وقريء في غير المشهور: (زَلِلتم) بكسر اللام (?)، وهما لغتان. يقال: زَلَلت وزلِلت. كما يقال: ضَلَلت وضلِلت، غير أن الفتح فيهما أَعْلَى اللغتين. قاله أبو الفتح (?).
وقوله: {مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ} (ما): مصدرية، أي: من بعد مجيء البينات، وهي الحجج والشواهد.
{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (210)}
قول عز وجل: {هَلْ يَنْظُرُونَ} الاستفهام هنا في معنى النفي، ولذا أتى بعده إلّا، و {يَنْظُرُونَ}: بمعنى ينتظرون، يقال: نظرته، بمعنى: انتظرته.
{إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ}: قيل: إتيان الله: إتيانُ أمره وبأسه (?)، وحَذْفُ المضاف وإقامةُ المضاف إليه مُقامَه كثير شائع في كلام القوم إذا أُمِنَ اللَّبْسُ.
وقيل: التقدير: أن يأتيهم الله بالعذاب في ظلل من الغمام (?).
وقوله: {فِي ظُلَلٍ} يحتمل أن يكون ظرفًا للإتيان، وأن يكون حالًا من المضاف المقدر، أي: كائنًا في ظلل، وهو جمع ظُلَّة، كظلمة وظُلَم، وهي ما أظلك.
وقرى في غير المشهور: (في ظِلالٍ) (?) وذلك يحتمل أن يكون جمع