قيل: لأنها وصفت لإبراهيم، فلما أبصرها عرفها (?).
وقيل: إن جبريل - عليه السلام - حين كان يدور به في المشاعر أراه إياها، فقال: قد عَرَفْتُ (?).
وقيل: التقى فيها آدم - عليه السلام - وحواء فتعارفا (?).
وقيل: لأن الناس يتعارفون فيها (?).
وقيل: لأن جبريل كان يقول لآدم - عليه السلام -: هذا موضع كذا، وهذا موضع كذا، فيقول: قد عَرفتُ، قد عَرفتُ.
روي هذا الوجه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره (?)، والله تعالى أعلم بحقيقة ذلك، وبحقيقة ما في كتابه.
فإن قلت: عرفة اسم منقول أو مرتجل؟ قلت: قيل: الظاهر أنه مرتجل، كسائر أسماء البقاع؛ لأن العَرَفَة لا تُعرف في أسماء الأجناس، إلا أن تكون جمع عارف، والله تعالى أعلم (?).
قوله عز وجل: {عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ} (عند) ظرف لقوله: {فَاذْكُرُوا}، ولك أن تجعله حالًا من الضمير في قوله: {فَاذْكُرُوا}، أي: فاذكروه مستقرين أو كائنين عنده. و {الْمَشْعَرِ}: المَعْلَمُ، وهو مَفْعَلٌ من شَعرتُ به، أي: علمت به؛ لأنه مَعْلم لِعبادةٍ، ووصف بالحرام لحرمته، وكَسْرُ الميم فيه لُغَيَّة.