وحكى صاحب الكتاب أيضًا: أن بعض العرب يحذف التنوين من {عَرَفَاتٍ}، ويترك التاء مكسورة في الجر والنصب لَمَّا جعلها اسمًا معرفة (?)، وهذا البعض لم يجعل التنوين في مسلمات بمنزلة النون في مسلمون، كيف والحركة موجودة في حرف الإعراب من مسلمات فلا يمكن أن يقال إنه عِوَضٌ من الحركة، وإنما هو تنوين في الأصل.
وحَكَى الأخفش والكوفيون فتح التاء فيها من غير تنوين في النصب والجر، على إجرائها مجرى تاء التأنيث في نحو طلحة وعائشة ونحوهما من المفرد (?)، وأنشدوا بيت امرئ القيس (?):
94 - تَنَوَّرْتُها من أَذْرِعات ... ......................... (?)
بالكسر والتنوين، وهو الأشهر، وبالكسر من غير تنوين؛ لأنه اسم مؤنث معرفة، غير أنه كَسَرَهُ من أجل الشبه بالجمع، ومنعه التنوين، وبالفتح من غير تنوين تشبيهًا بتاء طلحة، من أجل أنه قد صار اسمًا لشيء واحد، فهو بالواحد أشبه منه بالجمع، فاعرفه.
فإن قلت: لم سُميتْ بعرفات؟ قلت: