{لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ} (?).
والثاني: أنه مَفْسُوحٌ له في ترك ذلك، كما قد يُفسح للإنسان في بعض المنصوص عليه المأمور به تخفيفًا، كالقصر في السفر، وترك الصوم، ونحو ذلك من الرخص.
{وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا}: قرئ على لفظ الماضي (?)، فمن على هذه تحتمل أن تكون شرطية، وموضع {تَطَوَّعَ} جزمًا، وأن تكون موصولة، ولا موضعَ للفعل من الإعراب، وهي في كلا الوجهين في موضع رفع بالابتداء.
{فَإِنَّ اللَّهَ} الفاء وما بعدها جواب الشرط على الوجه الأول، والخبر على الوجه الثاني. ودخلت الفاء لما في الذي من معنى الإبهام، والعائد محذوف، أي: فإن الله شاكر له.
وقرئ: على لفظ الغابر (?)، فـ (من) على هذا شرطية ليس إلَّا، لكون الفعل مجزومًا بها، و (خيرًا) منصوب بأنه مفعول به، والتقدير: ومن يَطَّوّعْ بخير، فلما. حذف الجار وصل الفعل فنصب، تعضده قراءة من قرأ: (ومن يتطوعْ بخيرٍ) وهو عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه (?).
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160)}:
قوله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ} نهاية صلة {الَّذِينَ} {فِي الْكِتَابِ}.