فإن قلت: هل يجوز أن يكون قوله: {عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ} إغراء؟ قلت: لا، لأنَّ الإغراء إنما ورد في اللغة الفصيحة مع الخطاب، كقوله تعالى: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} (?)، وأما ما حكاه صاحب الكتاب رحمه الله عن بعضهم: عليه رجلًا لَيْسَنِي، فشيء شاذ لا يُحْمل الكتاب العزيز عليه (?).

والحج: القصد. والاعتمار: الزيارة، واعتمر: زار وتَكَرّر، مأخوذ من عَمَرْتُ الموضع، هذا أصلُهما ثم غَلبَا على قصد البيت وزيارته للنُسْكَينِ المعروفينِ.

وأصل {أَنْ يَطَّوَّفَ} أن يتطوف، فأُدعْم بعد القلب.

وقرئ في غير المشهور: (أن يَطَّافَ) (?)، وأصله: (يَطْتَوِف) يَفْتَعِل من الطواف، فأبدل من تاء الافتعال طاء، وأدغم الطاء فيها وقلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها.

وقرئ أيضًا: (أن يَطُوفَ) من طاف (?).

وقرئ: (أَلَّا يَطَّوفَ بهما) بزيادة لا (?)، وفيه وجهان:

أحدهما: (لا) صلة كالتي في قوله: {مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ} (?)، وقوله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015