بِسمِ اللَّهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3)}:
قوله عز وجل: {أَرَأَيْتَ} يجوز أن تكون الرؤية هنا بمعنى العرفان فيتعدى إلى مفعول واحد، أي: أعرفت الذي يكذب بالجزاء؟ وأن تكون بمعنى العلم فيتعدى إلى مفعولين، الثاني محذوف، والتقدير: أرأيت الذي يكذب بالدين أمصيب هو أم مخطئ؟ أو: أليس مستحقًا عذاب الله؟
وقوله: {فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ} إتيان الفاء هنا يدل على أن الدَّعَّ سببه التكذيب، أي: لتكذيبه بالدين يدفع المسكين عن حقه، يقال: دَعَّهُ يَدُعُّهُ دَعًّا، إذا دفعه دفعًا عنيفًا، قاله الزمخشري (?):
والمعنى: الذي يكذب بالجزاء من هو؟ إنْ لم تعرفه فذلك الذي يكذب بالجزاء هو الذي يدع اليتيم.
والجمهور على ضم الدال وتشديد العين، وقرئ: (يَدَعُ) بفتح الدال