وقرئ: (لمن كان كَفَرَ) بفتح الكاف والفاء على البناء للفاعل (?)، قال أبو الفتح: أي: جزاء للكافرين بنوح عليه الصلاة والسلام، ثم قال: وأما قراءة العامة {جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ} فتأويله: جزاء لهم لكفرهم بنوح عليه السلام، فاللام الأولى التي هي مفعول بها محذوفة، واللام التي في التلاوة لام المفعول له، وهناك مضاف محذوف، أي: جزاء لهم لكفر مَن كُفِرَ، أي: لكفرهم بمن كفروا به، انتهى كلامه (?). وعن مجاهد: جزاءً لله الذي كان كُفِرَ، لأنهم كفروا به، فاعرفه فإنه موضع مشكل (?).

وقوله: {وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا} الضمير يجوز أن يكون للسفينة، وأن يكون للقصة، وأن يكون للعقوبة، وأن يكون للفعلة جعلها الله جل ذكره عبرة يُعْتَبَرُ بها.

وقوله: {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} أصل {مُدَّكِرٍ} مذتكر، مفتعل من الذكر، فالذال حرف مجهور، والتاء حرف مهموس، فأبدلوا من التاء حرفًا مجهورًا ليوافق الذال في الجهر والتاء في المخرج وهو الدال، ثم أدغمت الذال في الدال بعد أن قلبوها دالًا وهو الوجه والأصل وعليه الجل.

ويجوز إدغام الثاني في الأول بعد قلب الدال ذالًا فيصير (مُذّكر) بذال معجمة، وبه قرأ بعض القراء (?). وقيل: بل قلبت التاء ذالًا وأدغمت الذال فيها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015