دون (لن)، لأن {لَمْ} نَفْيٌ لما مضى، و (لن) نَفْيٌ لما يستقبل. والمذكورون أخبروا عن أنفسهم بإيمان قد مضى كما ترى، فلذلك نُفِيَ قولهم بـ {لَمْ} دون (لن) (?).
و(لَمَّا) هو (لم) دخل عليه (ما) للتأكيد. وقيل: ظهر في (لم) بدخول (ما) عليها معنى التوقع، فيكون المعنى: ولما يدخل بعد، ويُتوقَّعُ دخولُه (?).
وقوله: (لا يَألِتْكم) قرئ: بهمزة بين الياء واللام (?)، وهو من أَلَتَهُ حَقَّهُ يَأْلِتُهُ أَلْتًا، إذَا نَقَصَهُ، والأَلْتُ: النَّقْصُ. و {لَا يَلِتْكُمْ} بغير همزة (?)، وهو من لاتَ يِليتُ، إذَا نَقَصَ لَيْتًا، لغتان بمعنىً. وقال بعضهم: أَلَتَ نقص كما سلف، ولات منع وأنشد:
578 - وَلَيْلَةٍ ذَاتِ نَدىً سَرَيْتُ ... وَلَمْ يَلِتْنِي عَنْ سُرَاهَا لَيْتُ (?)
أي: لم يمنعني. والمعنى على هذا: لا يمنعكم من ثواب أعمالكم شيئًا. فَيَأْلِتُ كيأسر، ويَلِيت كيبيع. وعن قُطرب: هو من وَلَتَهُ عن الشيء، إذا صرفه عنه (?)، فـ {يَلِتْكُمْ} على هذا كيعدكم، أي: لا يصرفكم.
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15) قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ}