والثالث: أن يكون مفردًا أيضًا إلا أنه حذف لامه تخفيفًا وأُجْري الإعراب على عينه، كما حذف لام البالية من قولهم: ما بَالِيتُ بِهِ بَالَةً (?)، على قول الخليل رحمه الله، وأصلها بالية من بالَى، كعافية من عافَى، ولام الحانة، وهي فاعلة بشهادة قولهم: حانوي، وتعضد هذا الوجه قراءة من قرأ: (وَلَهُ الجَوَارُ) (?)، (وجَنَى الجَنَّتَيْنِ دَانُ) (?) برفع الراء والنون (?)، على إجراء الإعراب على العين بعد حذف اللام.

وقوله: {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ} على حذف الموصوف عند أهل البصرة، والتقدير: وما منا أحد إلا له مقام معلوم، فحذف الموصوف وأقيمت الصفة مُقامه، والضمير في (له) يعود إليه. وعلى حذف الموصول عند أهل الكوفة، أي: وما منا إلا من له، فحذف الموصول وأبقيت الصلة، وقد مضى الكلام على نظيره فيما سلف من الكتاب بأشبع من هذا (?).

{وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ (167) لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ (168) لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (169) فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (170) وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (174) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (175) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (176) فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ (177) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (178) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (179) سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)}:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015