النار، وجاز إسناد الفعل إليها وإن كان المقلِّبُ هو الله جل ذكره للملابسة التي بينهما، أعني بين النار والوجوه حيث كانت فيها، كقولهم: نَهَارُكَ صَائِمٌ، ولَيْلُكَ قَائِمٌ (?)، وكفاك دليلًا: {بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} (?).

و(تَقَلَّبُ) بتاء واحدة مفتوحة (?)، بمعنى تتقلب، والفعل للوجوه.

{وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68)}:

قوله عز وجل: {إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا} قرئ: بفتح التاء (?)، وهو جمع سيد، واقع على القليل والكثير لكونه مُكَسَّرًا، وقرئ: (سَادَاتِنَا). بالألف بعد الدال وكسر التاء (?)، وهو جمع سادة، وإنما جمع الجمع تنبيهًا على كثرة المضلين والمغوين، ونظيره قولهم: الطرقات والجرزات وشبههما، قال أبو الحسن: لا يكادون يقولون سادات، وهي عربية (?).

وقوله: (لعنا كثيرا) قرئ: بالثاء (?) لأنهم يلعنون لعنا بعد لعن، وذلك يقتضي الكثرة. وبالباء (?) بمعنى عظيمًا. والقراءتان متقاربتان في المعنى وإن اختلف اللفظان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015