الفعل، وقد مضى الكلام عليه في سورة الأنعام بأشبع ما يكون (?).

وقوله: {وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا} إلا إتيانًا، أو زمانًا قليلًا.

وقوله: {أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ} جمع شحيح، وهو البخيل المبالغ في البخل، وانتصابه على الحال، أو على الذم، وذو الحال الضمير في {وَلَا يَأْتُونَ} أي: ولا يأتون الحرب إلا إتيانًا قليلًا شحيحين عليكم بالظفر والغنيمة. وقيل: بالمعونة. وقيل: بالنفقة (?). ولا يجوز أن يكون ذو الحال المنوي في {الْمُعَوِّقِينَ}، ولا المنوي في (القَائلينَ) كما زعم بعضهم (?)، لأنه يكون داخلًا في صلة الألف واللام، وقد فرق بينهما بقوله: {وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ} وهو غير داخل في الصلة، اللهم إلا أن تجعل {وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ} في موضع الحال من المستكن في {وَالْقَائِلِينَ}، فحينئذ يجوز أن يكون، {أَشِحَّةً} حال من ذلك المنوي لكونه كله داخلًا في صلة الألف واللام من (القَائلينَ).

وقيل: {أَشِحَّةً} صفة لقوله: {قَلِيلًا}.

وقوله: {رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ} (ينظرون) في موضع الحال، لأن الرؤية من رؤية العين، وكذا قوله: {تَدُورُ} في موضع الحال أيضًا، إن شئت كان حالًا بعد حال، وإن شئت كان حالًا من الضمير في {يَنْظُرُونَ}. وكذا الكاف في قوله: {كَالَّذِي}: في موضع الحال أيضًا من الضمير في {يَنْظُرُونَ}، أي: رأيتهم ناظرين إليك دائرة أعينهم مشبهين للمَغْشِيّ عليه من الموت، ولك أن تجعل الكاف صفة لمصدر محذوف، أي: تدور أعينهم دورًا، أو دورانًا مثل دور أو دوران عين الذي يُغشَى عليه من الموت، ثم حذف ما قدرته للعلم به.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015